الأربعاء 22 أكتوبر 2025 الموافق 30 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أمراض الخريف عند الأطفال.. الأعراض وطرق الوقاية منها

صحة الطفل
صحة الطفل

الأطفال من أكثر الفئات تأثرًا بتقلبات الفصول وخاصة فصل الخريف، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض تدريجيًا ويزداد انتشار الفيروسات المسببة لأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، ومع تغير الطقس بين الحر والبرودة يصبح جسم الأطفال أكثر حساسية تجاه العدوى، مما يجعل الوقاية والرعاية الصحية في هذه الفترة من السنة أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على سلامتهم وصحتهم.

تغيرات الخريف وتأثيرها على مناعة الأطفال

مع بداية فصل الخريف تحدث تغيرات في درجة الحرارة والرطوبة مما يضعف مناعة الأطفال ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والسعال، فالجهاز المناعي لدى الأطفال لا يكون مكتمل النمو بعد، مما يجعلهم أكثر حساسية تجاه الميكروبات والفيروسات المنتشرة في الهواء، كما أن العودة إلى المدارس في هذا التوقيت تؤدي إلى زيادة الاختلاط بين التلاميذ، وبالتالي ترتفع احتمالية انتقال العدوى بينهم بسرعة كبيرة.

وتوضح الأبحاث الطبية أن الخريف يُعد موسمًا لانتشار الأمراض التنفسية بسبب تقلب الجو وتجمع الغبار والأتربة، حيث يزداد نشاط بعض الفيروسات التي تهاجم الجهاز التنفسي مثل الفيروس المخلوي والإنفلونزا الموسمية، إلى جانب البكتيريا التي تسبب التهابات الحلق والجيوب الأنفية، وكلها من الأسباب الشائعة وراء مرض الأطفال في هذه الفترة.

أبرز أمراض الخريف التي تصيب الأطفال

تنتشر خلال فصل الخريف مجموعة من الأمراض التي تصيب الأطفال وتختلف في شدتها وأعراضها، ومن أبرز هذه الأمراض ما يلي:

نزلات البرد والإنفلونزا

يعد البرد من أكثر أمراض الخريف شيوعًا بين الأطفال، حيث تبدأ الأعراض عادة بسيلان الأنف والعطس والاحتقان، ثم تتطور إلى صداع خفيف وارتفاع في درجة الحرارة أحيانًا، أما الإنفلونزا فتكون أكثر حدة وتسبب آلامًا في العضلات وإرهاقًا عامًا، ويُنصح الأطباء دائمًا بعدم الخلط بينهما لأن علاج كل حالة يختلف عن الأخرى.

التهاب الحلق واللوزتين

من الأمراض الشائعة في الخريف أيضًا إصابة الأطفال بالتهاب الحلق الناتج عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية، ويُلاحظ على الطفل صعوبة في البلع وارتفاع في الحرارة وألم عند الكلام، وفي حال كان السبب بكتيريًا يحتاج الطفل إلى مضاد حيوي بوصفة طبية.

السعال الديكي والتهاب الشعب الهوائية

تزداد حالات السعال الديكي والتهاب الشعب الهوائية في الخريف، وهما من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي لدى الأطفال، حيث يعاني الطفل من كحة شديدة ومتواصلة قد تعيقه عن النوم أو الأكل بشكل طبيعي، لذلك يُوصى بمراقبة الأعراض بعناية واستشارة الطبيب فورًا في حال استمرارها.

الحساسية الموسمية

يُعد الغبار وحبوب اللقاح المنتشرة في الجو من أبرز مسببات الحساسية لدى الأطفال خلال الخريف، حيث تظهر أعراض مثل العطس المستمر واحمرار العينين وسيلان الأنف، وفي بعض الحالات قد تتحول إلى «أزمة صدرية» لدى الأطفال المصابين بالربو، مما يستدعي استخدام البخاخات الموصوفة من الطبيب.

اضطرابات الجهاز الهضمي

تؤدي التغيرات الجوية أحيانًا إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو القيء، خاصة إذا تناول الأطفال أطعمة مكشوفة أو مياه غير نظيفة، ولذلك يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة الطعام والماء بشكل دائم.

أعراض يجب الانتباه إليها

من المهم أن تتابع الأمهات حالة الأطفال الصحية بدقة خلال موسم الخريف، فهناك أعراض إذا ظهرت يجب عدم إهمالها مثل استمرار ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من يومين، أو صعوبة التنفس، أو السعال الشديد، أو فقدان الشهية، لأن هذه العلامات قد تدل على وجود عدوى تحتاج إلى علاج طبي فوري، كما يجب عدم الاعتماد على الأدوية العشوائية أو وصفات المنزل دون استشارة الطبيب.

طرق الوقاية من أمراض الخريف لدى الأطفال

تؤكد الدراسات الطبية أن الوقاية هي الأساس لحماية الأطفال من أمراض الخريف، وتبدأ من تعزيز المناعة الطبيعية لديهم من خلال التغذية السليمة والنوم الكافي والنظافة الشخصية، ومن أهم طرق الوقاية ما يلي:

التغذية الصحية

يجب الحرص على تقديم وجبات متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية لدعم جهاز المناعة، مثل فيتامين «سي» الموجود في البرتقال والليمون، وفيتامين «د» الذي يساعد على مقاومة العدوى، بالإضافة إلى تناول الخضروات الورقية والأسماك والمكسرات، كما يُنصح بالإكثار من شرب الماء للحفاظ على رطوبة الجسم.

النظافة الشخصية

تعليم الأطفال غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون من أهم خطوات الوقاية، لأن الأيدي هي أكثر وسيلة لنقل العدوى، كما يجب الحرص على تنظيف أدواتهم الشخصية وعدم مشاركتها مع الآخرين، مثل المناشف والزجاجات وأدوات الطعام.

التهوية الجيدة

ينبغي الحفاظ على تهوية المنازل والفصول الدراسية جيدًا لتقليل تراكم الفيروسات في الهواء، وفتح النوافذ يوميًا لتجديد الهواء خاصة في الصباح.

تجنب الاختلاط أثناء المرض

يجب على الأهل عدم إرسال الطفل إلى المدرسة إذا كان مريضًا حتى لا ينقل العدوى إلى زملائه، وكذلك يجب على المدارس تطبيق إجراءات النظافة والفحص المستمر لتقليل انتشار الأمراض بين الأطفال.

التطعيمات الموسمية

توصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الأطفال ضد الإنفلونزا الموسمية في بداية فصل الخريف، حيث يقلل اللقاح من احتمالية الإصابة ويخفف من حدة الأعراض إن حدثت العدوى.

متى يجب زيارة الطبيب؟

عند ملاحظة أعراض مثل ضيق التنفس أو ارتفاع الحرارة الشديد أو الطفح الجلدي أو الخمول العام، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب المختص، فالتشخيص المبكر يسهم في سرعة العلاج ويمنع المضاعفات، كما ينبغي الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم إيقاف الدواء قبل انتهاء الجرعة المحددة.

يبقى الاهتمام بصحة الأطفال خلال فصل الخريف مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، فالتوعية بأساليب الوقاية وتطبيقها عمليًا يقللان من انتشار الأمراض ويحافظان على صحة الصغار، وإن التغيرات الموسمية ليست خطرًا في حد ذاتها، بل هي فرصة لتعليم الأطفال أهمية النظافة والوقاية والتغذية السليمة، فصحة الطفل تبدأ من وعي الأهل واهتمامهم الدائم بتفاصيله اليومية.

تم نسخ الرابط