الثلاثاء 08 يوليو 2025 الموافق 13 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

من مشروب شائع إلى خطر محتمل.. هل شاي البوبا يضر الكبد؟

شاى البوبا
شاى البوبا

البوبا أصبح من المشروبات الرائجة في العالم العربي والغربي على حد سواء وخصوصًا بين فئة الشباب والمراهقين ويعرف أيضًا باسم «شاي الفقاعات» أو «Bubble Tea» ويُصنع هذا المشروب أساسًا من الشاي الأخضر أو الأسود مع مزيج من الحليب أو العصائر بالإضافة إلى كرات مطاطية صغيرة تُعرف بـ«التابيوكا» وهي ما يميز مشروب البوبا عن غيره من المشروبات التقليدية ورغم انتشاره الواسع ومذاقه الجذاب إلا أن البوبا بدأ يثير قلق الأطباء وخبراء التغذية في الآونة الأخيرة بسبب تأثيراته المحتملة على «صحة الكبد» والجهاز الهضمي بشكل عام.

ما هي مكونات شاي البوبا؟

يتكوّن شاي البوبا من عدة مكونات رئيسية أبرزها الشاي سواء كان أخضر أو أسود بالإضافة إلى الحليب أو نكهات الفواكه الاصطناعية وأهم عنصر في هذا المشروب هو كرات التابيوكا المصنوعة من نشا «الكسافا» وهي التي تمنحه مظهره المميز وقوامه المطاطي كما تُضاف كميات كبيرة من السكر والمحليات الصناعية إلى مزيج البوبا لإضفاء المذاق الحلو والمحبب مما يرفع من «السعرات الحرارية» بشكل ملحوظ وقد تتجاوز السعرات في كوب واحد من البوبا 400 سعرة حرارية مع محتوى سكري قد يتجاوز المسموح به يوميًا.

دراسات حديثة تربط بين البوبا وتليف الكبد

في دراسة حديثة أجريت في بعض المراكز البحثية الآسيوية التي تهتم بتأثير التغذية على الكبد أُثيرت تساؤلات جادة حول علاقة شاي البوبا بصحة الكبد خصوصًا في حال تناوله بانتظام وبكميات كبيرة وقد أشارت هذه الدراسات إلى أن الاستهلاك العالي للسكريات الصناعية والدهون المضافة والمواد الحافظة التي تُستخدم في صناعة كرات التابيوكا قد يُشكل عبئًا على الكبد مع مرور الوقت مما يزيد من فرص الإصابة بحالات «تليف الكبد غير الكحولي» وهي حالة ترتبط عادة بنمط الحياة غير الصحي وتراكم الدهون في خلايا الكبد.

كيف يضر شاي البوبا الكبد تحديدًا؟

يعمل الكبد على تنقية الجسم من السموم ومعالجة المواد الكيميائية الزائدة ويعد من أكثر الأعضاء حساسية لأي تغيرات غذائية غير صحية وعند تناول مشروبات مثل البوبا الغنية بالسكريات والمواد الصناعية فإن الكبد يُجبر على العمل بشكل مكثف لمعالجة تلك المركبات مما يؤدي إلى إرهاقه وتراكم الدهون عليه وبالتالي الدخول في مرحلة «الدهون الكبدية» التي قد تتطور لاحقًا إلى التهابات مزمنة وتليف شديد في أنسجة الكبد كما أن بعض أنواع كرات التابيوكا التجارية تحتوي على ملونات صناعية ونكهات صناعية ضارة قد يكون للكبد صعوبة في تكسيرها والتخلص منها.

متى يصبح شاي البوبا خطيرًا؟

رغم أن تناول شاي البوبا بين الحين والآخر لا يشكل خطرًا مباشرًا على أغلب الأشخاص الأصحاء إلا أن «الخطورة» تبدأ عندما يتحول البوبا إلى مشروب يومي أو يُستهلك بكميات مفرطة خاصة عند الأطفال والمراهقين أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كالسمنة والسكري وأمراض الكبد فهؤلاء يكونون أكثر عرضة لتأثيراته السلبية لأن أجسامهم أكثر حساسية لتراكم الدهون والسكريات كما أن احتواء البوبا على نسب عالية من الكافيين في بعض الأنواع يزيد من العبء على الجهاز العصبي والدورة الدموية.

تحذيرات طبية متزايدة من استهلاك البوبا المفرط

في السنوات الأخيرة بدأت تظهر تحذيرات من هيئات طبية وصحية دولية بشأن ضرورة الحد من تناول مشروبات مثل البوبا خاصة الأنواع التي تُعد تجاريًا وتُباع في محلات لا تلتزم بمعايير الجودة الغذائية إذ أن بعض هذه المشروبات تُضاف إليها مركبات كيميائية لتحسين الطعم أو القوام ما يجعلها تحتوي على تركيزات عالية من العناصر الضارة مثل «الفورمالديهايد» و«الزرنيخ» في بعض الحالات وقد تؤدي هذه المركبات مع مرور الزمن إلى تراكم السموم في الجسم وخلل في وظائف الكبد.

هل هناك بدائل صحية لمشروب البوبا؟

للأشخاص الذين يحبون نكهة شاي البوبا ولكنهم يرغبون في الحفاظ على صحة الكبد والجسم عمومًا هناك بعض البدائل الصحية التي يمكنهم الاعتماد عليها مثل إعداد البوبا في المنزل باستخدام مكونات طبيعية وخالية من المواد الصناعية والملونات ويمكن استخدام شاي أخضر عضوي وحليب نباتي وقليل من العسل بدل السكر مع كرات تابيوكا طبيعية مصنوعة في المنزل أو مشتراة من مصادر موثوقة كما يُفضل تقليل عدد مرات تناول البوبا الأسبوعية والحرص على شرب كميات كافية من الماء لتعزيز صحة الكبد والكلى.

خلصت معظم الدراسات الطبية الحديثة إلى أن البوبا كمشروب بحد ذاته ليس ضارًا إذا ما تم تناوله باعتدال ولكن المشكلة تكمن في طريقة تحضيره ومستوى الإضافات التي يحتويها من سكريات ودهون صناعية ومحليات ونكهات وإذا تحول شرب البوبا إلى عادة يومية فإن ذلك يُمثل تهديدًا لصحة الكبد على المدى البعيد خاصة مع غياب التوازن الغذائي العام ونمط الحياة الصحي وبالتالي فإن الوقاية تبدأ من «الاعتدال في الاستهلاك» و«اختيار الأنواع الأقل ضررًا» ومراقبة المكونات قبل الشراء أو التحضير.

تم نسخ الرابط