اللبن كامل الدسم أم الخالي منه.. أيهما أفضل؟

يعد «اللبن» من أكثر الأغذية الأساسية في حياة الإنسان منذ القدم، حيث يحتوي على مجموعة متكاملة من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، مثل الكالسيوم والبروتين والفيتامينات والمعادن، وهو مشروب يعتمد عليه الأطفال والكبار على حد سواء، لكن الجدل لا يزال مستمرا حول أيهما أفضل «اللبن كامل الدسم» أم «اللبن الخالي من الدسم»، فكل نوع له مميزاته وفوائده الصحية، وكذلك بعض التحذيرات التي يجب الانتباه إليها.
اللبن كامل الدسم.. مميزاته وفوائده
اللبن كامل الدسم يحتوي على نسبة عالية من الدهون الطبيعية التي تمنحه طعما غنيا وقواما كريمي، وهو مصدر ممتاز للطاقة، إذ يوفر سعرات حرارية يحتاجها الجسم للقيام بالأنشطة اليومية، كما أن الدهون الموجودة في اللبن تساعد على امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين أ وفيتامين د، وتساهم أيضا في تعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يجعله خيارا جيدا للأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن أو يحتاجون إلى طاقة إضافية.
اللبن الخالي من الدسم.. لماذا يفضله البعض؟
من ناحية أخرى، «اللبن الخالي من الدسم» يتميز بأنه منخفض السعرات الحرارية والدهون، مما يجعله خيارا شائعا لدى من يتبعون أنظمة غذائية لإنقاص الوزن أو للذين يعانون من مشكلات في القلب أو ارتفاع الكوليسترول، ورغم إزالة الدهون منه إلا أنه يظل محتفظا بكمية جيدة من البروتين والكالسيوم، ما يجعله مناسبا لتقوية العظام وبناء العضلات، كما أن البعض يفضل طعمه الخفيف وسهولة هضمه مقارنة باللبن كامل الدسم.
اللبن وصحة القلب
تشير الدراسات إلى أن العلاقة بين «اللبن» وصحة القلب معقدة، فبعض الأبحاث أوضحت أن تناول اللبن كامل الدسم قد يرفع مستويات الكوليسترول الضار إذا تم استهلاكه بإفراط، بينما اللبن الخالي من الدسم يقلل من هذا التأثير لاحتوائه على نسبة قليلة جدا من الدهون، ومع ذلك هناك دراسات حديثة أكدت أن الدهون الطبيعية في اللبن كامل الدسم ليست ضارة كما كان يعتقد سابقا، بل إنها قد تحتوي على أحماض دهنية مفيدة تساعد على حماية القلب إذا تم تناولها باعتدال.
اللبن والعظام والأسنان
بغض النظر عن نوعه، يبقى «اللبن» مصدرا غنيا بالكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران ضروريان لصحة العظام والأسنان، فاللبن يساعد على تقوية العظام والوقاية من هشاشتها، كما أنه يدعم النمو السليم للأطفال، لكن يظل الاختيار بين اللبن كامل الدسم والخالي من الدسم مرتبطا باحتياجات الفرد، فإذا كان الطفل بحاجة إلى طاقة أكبر قد يكون اللبن كامل الدسم الخيار الأفضل، بينما للبالغين الذين يعانون من مشاكل صحية قد يكون اللبن الخالي من الدسم أكثر ملاءمة.
اللبن والتحكم في الوزن
عندما يتعلق الأمر بالتحكم في الوزن، فإن «اللبن» يلعب دورا مهما، فالبعض يرى أن اللبن كامل الدسم يساعد على الشعور بالشبع لفترة طويلة وبالتالي يقلل من تناول الطعام بشكل متكرر، بينما اللبن الخالي من الدسم يوفر بروتينات مفيدة مع سعرات حرارية أقل مما يجعله خيارا جيدا للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية، لذلك فإن الاختيار هنا يعتمد على هدف الشخص سواء كان الحفاظ على الوزن أو فقدانه.
اللبن وصحة الجهاز الهضمي
من المزايا الأخرى التي يتمتع بها «اللبن» احتواؤه على بكتيريا نافعة أو بروبيوتيك خاصة في اللبن الزبادي، وهذه البكتيريا تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقوية المناعة، ولا يختلف في ذلك اللبن كامل الدسم عن الخالي من الدسم، بل إن كليهما يوفر فوائد مشابهة في هذا الجانب، ما يجعل اللبن مشروبا لا غنى عنه في النظام الغذائي اليومي.
أيهما أفضل؟ الاختيار حسب احتياجاتك
عند الإجابة عن سؤال أيهما أفضل «اللبن كامل الدسم» أم «اللبن الخالي من الدسم» نجد أن الأمر يعتمد على الحالة الصحية للفرد، فالأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض القلب أو السمنة قد يستفيدون من اللبن كامل الدسم، أما من يحتاجون إلى تقليل السعرات أو لديهم مشاكل في الكوليسترول فقد يناسبهم اللبن الخالي من الدسم، والخلاصة أن كلا النوعين له مكانته وأهميته إذا تم تناوله باعتدال.
نصائح عند اختيار اللبن
من المهم عند شراء «اللبن» الانتباه إلى مصدره وجودته، فاللبن الطبيعي الطازج يظل أفضل من الأنواع المليئة بالمواد الحافظة أو السكر المضاف، كما ينصح بالتأكد من تاريخ الصلاحية وطرق التخزين السليمة، ويمكن أيضا التنويع بين اللبن كامل الدسم والخالي من الدسم حسب وجبات اليوم وحاجة الجسم، فالتوازن هو المفتاح لتحقيق الاستفادة القصوى.
يبقى «اللبن» مشروبا أساسيا ومفيدا سواء كان كامل الدسم أو خاليا منه، فكلاهما يقدم فوائد غذائية لا غنى عنها، وما يحدد الأفضلية هو طبيعة الجسم وأهداف الشخص الصحية، فإذا تم استهلاك اللبن ضمن نظام غذائي متوازن فإنه سيكون دائما عنصرا داعما للصحة والعافية.